الأربعاء، 30 مارس 2016

يبدو للمارين اقدامي متعبة خطواتي قطوف تحت لهيب الشمس امدد غطاء رأسي على عيني فقط لكي أنظر الى الوجوه في الظل طفل يسقط عن دراجته وامه غاضبة - لا غموض في أزقة المخيم تجبرك الاطناب والحبال على التعرج حكاية للعجوز عن بيته الاول خمسة وثلاثون عاماً وأنا ابني السور حول الارض انتظرت طويلا حتى استطال السرو والصنوبر وتزوجت امكم صوته كان وحيداً وأنا ابتعد بخطواتي المتثاقله - بدت الشمس ذهبيه وغبار الصحراء يرتفع والمترقبون للأنباء كثر والحشائش لا تنبت تحت تزاحم الاقدام حتى الزوابع لا تستطيع الرقص فحين تكشف عن ساق وتدور حول خصرها بتنورتها الورديه تسقط من الاروقة وتختفي لتصير موؤودة الشتات اضحية لم تشتعل افراحها - مازالت امانيهم كالشهر المقدس صائمة لا تفطر على هلال الشفقه ايضا ولياليهم صائمة النور يمزقون اوراق التقويم يبرئون منها حكايتهم تستحيل صمت داخلي تتلاشى امانيهم وهم يغرقون في احلام يقظه - وهذا البحر من التراب وهذه الخيام الصاخبة بصوت الريح تشبه الى حد بعيد مراكب طرطوس لكنها كانت تبحر بي الى أرواد جزيرة تكاد تكون خاتم العروس كحجر الاوبال وحولها زرقة البحر لكنها راسية لا ادري متى تغرق في التراب - على التخوم يحدثني بن أخي عن قريته شمسين تلك المحاطة بالعنب والدراق وعن رائحة الماء وصوت الجنادب والضفادي القافزة خلف الفراش واليعسوب ليعود الى لعبته الوحيده يتزحلق في حذائه الناعم على اطراف الوادي - الآن يقطع خلوتي الليل اجيء معه الى سواد الحبر وكفني الابيض ولكي لا انسى اضع بصمتي على يوم عابر الملم كل ماحولي اشعل في نهاية الحديث رأس صديقي السيء مجبرٌ على رفقته استسيغ دخانه بعشبتي الارجنتينيه بشيء من سكر القصب والزنجبيل تذكرة هدية صديقي من رأس المعرة وحيث بساتين الكرز شربت معه اول كأس من المته كان مذاقها سيء في بادىء الامر لكنها تذكرني مالا اود سلوانه هي جميلة حين يصير العمر باهت ولاشيء يستحق الندم - ها انا اسئل نفسي لما كل هذه الاوراق حولي اعلم انني لن اعود لها ولن اقراءها ولو لمرة ثانيه ولن اجرء على احراقها اراها كالديون لطالما يمقتها الوارثون سوف تذهب بها الريح زفير من صدر صلصال - بقلم عقل العياش


.
.



يبدو للمارين اقدامي متعبة

خطواتي قطوف تحت لهيب الشمس


امدد غطاء رأسي على عيني


فقط لكي أنظر الى الوجوه في الظل


طفل يسقط عن دراجته

وامه غاضبة


-

لا غموض في أزقة المخيم


تجبرك الاطناب والحبال على التعرج


حكاية للعجوز عن بيته الاول


خمسة وثلاثون عاماً وأنا ابني السور حول الارض

انتظرت طويلا حتى استطال السرو والصنوبر

وتزوجت امكم


صوته كان وحيداً وأنا ابتعد بخطواتي المتثاقله


-

بدت الشمس ذهبيه


وغبار الصحراء يرتفع


والمترقبون للأنباء كثر


والحشائش لا تنبت تحت تزاحم الاقدام


حتى الزوابع لا تستطيع الرقص


فحين تكشف عن ساق


وتدور حول خصرها بتنورتها الورديه

تسقط من الاروقة وتختفي


لتصير موؤودة الشتات


اضحية لم تشتعل افراحها


-

مازالت امانيهم كالشهر المقدس


صائمة لا تفطر على هلال الشفقه


ايضا ولياليهم صائمة النور


يمزقون اوراق التقويم


يبرئون منها


حكايتهم تستحيل صمت داخلي


تتلاشى امانيهم وهم يغرقون في احلام يقظه


-

وهذا البحر من التراب


وهذه الخيام الصاخبة بصوت الريح


تشبه الى حد بعيد مراكب طرطوس


لكنها كانت تبحر بي الى أرواد

جزيرة تكاد تكون خاتم العروس


كحجر الاوبال وحولها زرقة البحر


لكنها راسية


لا ادري متى تغرق في التراب


-

على التخوم


يحدثني بن أخي

عن قريته شمسين


تلك المحاطة بالعنب والدراق


وعن رائحة الماء وصوت الجنادب


والضفادي القافزة خلف الفراش واليعسوب


ليعود الى لعبته الوحيده


يتزحلق في حذائه الناعم على اطراف الوادي


-

الآن يقطع خلوتي الليل


اجيء معه الى سواد الحبر وكفني الابيض


ولكي لا انسى


اضع بصمتي على يوم عابر


الملم كل ماحولي


اشعل في نهاية الحديث رأس صديقي السيء


مجبرٌ على رفقته


استسيغ دخانه بعشبتي الارجنتينيه


بشيء من سكر القصب والزنجبيل


تذكرة هدية صديقي من رأس المعرة


وحيث بساتين الكرز


شربت معه اول كأس من المته


كان مذاقها سيء في بادىء الامر


لكنها تذكرني مالا اود سلوانه


هي جميلة حين يصير العمر باهت


ولاشيء يستحق الندم


-

ها انا اسئل نفسي


لما كل هذه الاوراق حولي


اعلم انني لن اعود لها


ولن اقراءها ولو لمرة ثانيه


ولن اجرء على احراقها


اراها كالديون


لطالما يمقتها الوارثون


سوف تذهب بها الريح


زفير من صدر صلصال








-

بقلم عقل العياش


30/3/2016

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق