رساله مركونه رفوف الذاكره خالد
الســـــــــــــــلام عليــكم ورحمــــــة الله وبركاتــــــــــــــه
اخي خالد
يسرني ان اكتب اليك رساله عندما يعجزالاتصال في بوح المرء عن كنه ذاته
مازلت اذكر صورة وجهك وترن في مسامعي ضحكتك التي تجلي عن الروح الصدء
وكلما نودي في القريه بأسم خالد أنتابني شوق الى الماضي ولو كان حزين
يعجبني فيك تقييدك للحرمان وبساطة القلب وحب التمتع بالحاضر الآني
ان القيود التي كبلنا الزمان أو اصحابه أنما جأت في هبات وحظوظ
عندما هاجرنا منذ زمن بعيد وحطمنا كل شيء
نحن نحسب بأننا حطمنا القيود
ولكننا حطمنا الليل في سواد شعرنا لينفلق الليل عن الانجم وانما علينا ان نرى السعاده في الآلم
ونضحك في الاحزان
ونتزوج ووننجب الاطفال في زمن الموت وبناء القبور
ان ما اراه حولي من تعالي النفوس ورفع الانوف
أنما هي ارواح تكابد نزعة الموت
تريد الصحراء فردوس
ونحن نندس في عباءة الفقر
تتخطانا الاقدام ونحن في حالة من الضياع المستمر او في حالة ذهول
مازلنا نبحث عن هوية بين جماجم الموتى واشباح القدماء
وننتظر مالا يجيء
والسماء التي لم تجود بالمطر منذ الزمن الغابر
قد جاءت بالغبار وحر السموم
فلا سقوف بيوتنا الطينيه تتحمل المراوح ولا يدينا تستطيع حمل العصي وتضرب كل عاصي
ولا دعائنا يعصر السحاب
والحقل الذي املنا في قمحه مازال تراب وبذوره في ضياع
ونحن نركض تحت الضباب نستجدي الغيث ونتوسل اليباب
والشقاء الذي حل بأرض والدي
من العجاف...........
لقد اعياها القحط الرتيب
والشموس التي انطلت بالكسوف هي أنذار
ان صدري الذي يتحفز للصراخ مازال يستجمع قواه منذ ان ولدت في كهف اليتامى
وأغرق في شواطىء الحلم وأزحف مع سنيني المرهقه فوق جسدي
فكل الاعياد قضيتها خلف الابواب الموصده للافراح والبهجه
والتمست النور في عيني اختي اليتيمه
والصاعقه التي مازالت تصرعني
هي خلو ذاكرتي من وجه امي
تبعث في اعماقي مفترسات تنهش الصور الجميله
وما زلنا نبحث في الشتاء القارس عن دفىء المواقد
واغلقت الابواب وحطم الجليد النوافذ
وتسرب البرد عبر الاسقف المحمله بالآسى والحنين فالشمس في كوانين لا تبعث بالدفىء تحت جلد التائهين
فقمرهما مخسف من الدجون
وغيمه مظلم مطبق ثقيل محمل بالضياع والحرمان والتشرد
دائما باردا حتى الموت
متجمد حتى طيات الارض السابعه
ونجومه مبتعده وجافيه
حزنها متراكم يبعث الرعب في شرايين جسدي
وانسامه ريح سهوك تعيد الارواح الى الانتحار من الوريد الى الوريد
والموت لم تحن ســــاعته
في غرفتي التي تهياءت للقصف من الشهب
بدأت تنهار اركانها رعب وقد قيل جبانه
والاحلام التي يزرعها الامل هي محظ ضباب
لا يروي ولا يبلل ريش العصفور
والسؤال القاتل هو ماذا تنتظر
نحن في ترقب الموت الملل
لم نعد نبكي لان هناك وفي كل الارض حاقدين
لقد عرفو بأننا لسنا خائفين
بل استطعنا ان نتنفس الغبار الاسود ونحلق في القتام
وغيوم حقدهم احلام تخيم على هامات الرؤوس
جهام لا ماء فيه
لقد تلثمنا العمائم وحولنا السموم الى هواء النقاء ولو كان سهام وسمام
ولأننا نترقب الموت الملل
اوسعنا له الدرب
وجعلنا للقبر الواحد رواشن ليتسع للنازلين ضفاف الصحراء
لن تغني الارض لنا
ولن تذكر السماء الامجاد
لقد مكثنا تحت شجر النخيل خمسة عشر قرن ونستظل بها ونهز بجذوعها ونأكل الرطب
وجاءت الغربان البلقاء استخرجت الحشف من اصول النخل وزرعت الجرذان في ساقها فسقطت معها الرؤوس
وما زلنا نترنح الا ايها المصروعين هل انتم واعون
استعينو بالموت اسحبوه انا هاهنا قاعدون
هل انتظر اليأس المميت
اليس للموت احتضار
اقبع في حجرتي لتدلف قطرات تغسل القصب العتيق وعيناي ترنو الى السحاب
اتسول الماء من كف الجهام
ربما تسح قليلا ثم تنكفىء
خائف من انقطاع المطر والصيف يقتلني والياس يسكن احشائي ابرده بدمع كدلف غرفتي
تطهر اهداب اجفاني التي تشتكي من العجاف
واتسخت اكفاني لاني مكثة العمر حصار
وما جاء اليأس بأتربه وما بلل القطر الجدار
ما اردت الموت ان يأتي الا كاومضات شرار
او يرحل وحيدا يأخذ حدسي
والغيم يصير مدرار
ورحلة خلف اخوتي الى عالم ليس لرونقه حدود ففيه صفدة الاحزان .......
هكذا قيل
عندما وصلت اليها لم اكن اعلم بأن رغامها نار وجوها سمام وهجيرها كتعب النفوس
وهولاء الذين تركتهم خلفي
لحقوا بي يحملون حقدهم القديم
ولكن اوصلتهم المراكب الى بر الامان
وآثروا موتي على ان احيا
واستطاعوا سكب حقدهم فوق المعقول واللا معقول
اعترف بالهزيمه
ليس منهم انما من معاناتي تحملني وحدتي واشلاء شتاتي
وعمري الذي ضاع بأنقطاع المطر
وندائي صدى في زمن الرعود
لأن الصوت ضاع في كهوف العجاف
والدمع انسكب في ايام رمد الخرس واحتضر في بيداء التراجع والهزيمه
ليبح العويل بموهن من الليل الساكن في غابات الثلج
والجليد الذي يتحطم تحت اقدام العائدين ليغرقون في انهار العزله ....
ولكنني لم أنزع عقالي عن رأسي لكي اذوب في بوتقت التغرب
وابقى أمثل القلة فأ تذوق توابل العنصريه
وحتى احلام اليقضه والامال لم تعد تهزني
وكأنني في سبات من احياء القطبين او اموات الصحراء
لكنني مللت من رحلة الوجود الآني
التي لا تشبع منه بطون العقول الماديه
وكل ما أراه يكاد يكون وهم
وكل شيء ذري يتجمع ليتحطم ويتفرق
طفولتي وشبابي وندائي وصوتي وعويلي وحياتي ودموعي
قد تحيا عندما تطرب السماء فأحيا مدته من الزمن الذي هزجت به السماء
ويعود الضجر بمديتـــــه الحــاده يقطع اوتار قلبي وينثر جزئياته في اللاوجود
حاولت ان اوقف نشيج الحقيقه
. ليصتدم رأسي بصخرة الانهيار
لقد حاربة العنصريه في زمن المجالس
ولانني اسرة على يـد الاشاوس واعترفت بذنوبي
أنني غريب قد عشقت الجنون وسكنت بؤرة الاستيطان وهدمت أكواخ الصفيح وسلبتهم الاسود
ونسجت منه بيوت الشعر واعترفت بأنني سلبت عباءة الامير
وضع لي صاع القصاص والحراس طففوا وتـــــلا السياف بيان الانهزام
(حول التقدم الى تراجع والى زمن الاختلاس من جيوب الليل عسعست الهجارس
وأثــار غبار التاريخ في حرب البسوس وفتح الثغور للطيور واقتنص الحبارى
اوقفوني فوق النطع لقد ادميت السجون
ينفون او يقتلون
استجار الجنون بجسدي وطوق خاصرتي
يصرخ في الوجدان
ينفخ ما اراده في بوق العدميه
اخرجوني معه لو كان الجحيم ارتديه
ان ترك المستجير عــــار
انفضوا ثيابي فأنه علق عليها من اديم جدي وانتم تحسبوه تبـــــر
دعوه ليمتص بقايا دمائي ويلفضني كما يقذف البركان الحمم ونذوب كجســد الشمع ونصير في الارض آديـــم يحسبه الاخلاف تبــــــر
حتى الاحلام الطينيه استيأست
وكل شيء تهياء للانكسار
واستوطن فيها حتى جوف الارض بعد ان مسح زرقة السماء
فجعلها عاقر لا تحبل غيومها وهو يمور في وجوه الناس كهزيم الرعد
وظلـــــه يفضح الوجوه وينثر قرارات النفوس في الاعين والخدود والخطوات
فتشرق وتتوهج انما للافول لانها مشبعه بالانكسار
هاجرت وهاجرت
اوصدت الابواب في وجهي
وكأنها تنفذ وينفذون وصايات الزمن
تركت لدمي الحريه ان يجري ويغسل وجهي
واسحب الى الخارج دون ان اسئل من هشم رأسك لينظر الي الزمن بأبتسامه تلاشت امام نظرتي المتهكمه في الانسانيه
لذة في الصمت
كان ينبغي لي ان اتألم او اعتزل
امارس طقوس الحلم الجامح 000000000
ففيه مكان يحول دون انفجـــــار قــلــبــي
سحبت ذاتي
ليسقط منديلي الى وجهي
اترنح كالسكارى
ويديا مقيدتين الى ظهري
صوت الاغلال لها وقـــع في نفسي
ليجلس امامي رجل لا اعرفه
تمعنت فيه أسمر نحيف أجرودي
يشبه الى حد ما سنين اغـترابي
اهديته سيجاره ليفتتها ويبللها في لعابه ويلوكها في رماد سجائري ويضعها في شق فمــــه
ثم قال انا من الطوارق ليدخل في حديث طويل عن القبائل والاعراف والالقاب والابل وعن سبع عجاف واخرى سمان
عندما تمعنت فيه جسدته في سنيني وحملته كل الالام وهو لا يعلم
لكي اتواصل في مرحلة ما من حياتي
بل وجعلته لوحه خالده رسمة عليها طفولتي وسنين العمر وهي تمور في الهلع
على اعتاب جرح مازال ينزف تحت سوط جلاد أخرق
وفي زاويتي ابعث الدخان كرائحة الكافور والحناء وصخب العابرون مثل صوت الموحدين وهم يحملون نعشي الى مثواه الاخير
ومنديلي كفن وردي يخشى القبر فتغير لونه
والدم الذي تمرد يهرب خلســــه ولكنه ينتحر اذ يتخثر على اعتاب الفلق
وضبابية التبغ تخفي خلفها الوجوه وما زال الطوارقي يمتص لمجتــــه
وبصـــاقتـــه على جدار الغرفـــه ترسم لوحة مجنون
بحثت عن جسد غربتي ولكنني لم اجد الا لوحتـــه على الجدار استنبط منها صور شتى
تصطك الاغلال في قلبي
و في داخلي ترهات الفرح
وينقبض قلبي من المجهول
وكأنني اساق الى النخاس
تنظر في وجهي التجار
والعظمه والكبرياء اوهام وزيف
تمسكت عيناي بالنافذه وتمرني الصحراء والواحات والمزارع والمدن والوجوه والانوف المرتفعه والاعين المكسوره
وامر في الاحلام والاخفاق وانا ارتدي سمالات الايتام وينقبض قلبي ليعيدني للخوف الرهيب
وفي ركني الجديد
سوف اغسل كفني الوردي ويصبح مثل خيوط الشمس الملتهبه
لقد تركت جلادي الاخرق وليس هاهنا من يحمل نعشي
اصلحت تابوتي المحطم ودخلت فيه وتغطيت بالمنديل الذري واحس في الغياب ينسل
الى صدري ويرقى الى الشفاه وأشتم رائحة احتراق الكافور ويصطبغ الجرح
بالحناء وينسحب الضوء في غيابات اللآفــق
لينفض بخار الترحال سحاب في ارجاء الوضوح
فاليوم لاارى الحس بالوله ورقصات على ايقاع التوهج لنكتشف المجهول عندما سمحت لقلبي بالانكشاف
كذا قريتي في حالة ضماء مستمر وهي مازالت تهذي بالوجدان فصارقمة الكرامه والعفاف
وحينما تحب هي تعشق من حشاشة القلب ووله وشغف جنوني و كلما صمت الرعد في قبتها وغنى العجاج ورقصت الزوابع
ازدادت رقه وتواضع حتى مات العنفوان
فحين تجف السنين
ويصير الجب تنوراً
وتشعل الشمس نارها
تنسج النساء الكفن وتطحن الحجاره كافوراً وحناءْ
ويتوافد الناس الى التلال
يرتقون المشارف العمياء
لم تكن السماء اشجار نخيل وجوز
فالسماء لا ترجم با لحجاره فتمطر بلح
والاكف لا ترتفع لأنها نسيت الدعاء
فأغلقوا الايدي والابواب والنوافذ
الآن يرونها عبر شبابيك الوهم
وهي ترسل ندافات الثلج والاعاصير
فيشعرون بالبرد والبلل
وهذا القمر لم يعد يحبه احد
لانه باهت وقد نضب زيته
وكلما تجف السنين ويصير الجب تنوراً
تزداد خشونة الكفن لأن النسوه نبت على راحات كفوفها الشعر
والموت هو العاصي الوحيد
لأنه عمر الارض بشواهد القبور
فالكوكب الازرق قد ابتعد عنها وتاهت في الصحراء السحيقه
فغــدت الاتجاهات مجهوله
وضيعت الغروب والشروق وقبلتها العتيقــه
والناس فيها ابدا مثل ترابها وجلودهم وحجارتها وعظامهم وقلوبهم وشجيراتها تشابهت الى مالا نهايه
و نجومها تداعت للافق
وشمسها وقمرها في كسوف وخسوف مستمر
وهي المنسيه ككثبان من الطين والتبن الابيضين
وحلمها ابدا بالسحاب
عندما دخلت قريتي خلسه اندس تحت جنح الظلام
كنت خائف من شوق عيوني ويفضح الدمع المستهام وملامح وجهي الصغرى قد كبرت وقد حل عيد الصيام
هيا لم تتبدل ولم تتغير فالوديان والجدران فيها مازالن نيام
متواضعه مثل ترابها العطشان وعشاقها ابـدا ً عذريين لقد نسيتهم الازمان
قلت لن تعرف وجهي او قد اتوه في بناياتها الطوال ولن اجد بيت الارحام لكن
شيء لم يتبدل مازالت تنتظر امطار الخريف بعدما احرقتها شموس تموز مثل خدود
ربة الاغنام
كان ردائي ثوب ابيض ولم اعلم بأنه كفني وقريتي مجرد كثبان
كانت طهر وصفاء وعبث فيها الشيطان
كيف لا وكنت اعرفه
في هامة رأسه قرنان عصاه مثل ذيله ويرتدي معطف ابتر ازعر يفتن العاب الصبيان
خلق في القريه ما لم يخلق فظهر فيها خلقان
حي قد انطوى الى نفسه وآلاخر يتبعه ككلب فلا يشبع وليس بجيعان
وقريتي كالحيزبون مازال لها ابناء اشرار مترفين يدسون انوفهم في حقولها وحديقة بيتي الخاويه بعدما جف البئر
ونحتضر من ا لضماء
انقسمت على نفسها فكم بدلت من الوجوه والاصوات التي تتحفز للصراخ تمور تحت الاضلاع
فـتـتـنـهـد وتـنـسـحـب
وهي تمتد بين الحزينين من الجنوب للشمال
ولقد مر بها اناس يتبخترون وترتج الارض تحت اقدامهم وهم يبحثون عن الثراء في جوفها وكان لهم نصيب من النفاق وقالوا لما انتم ضامئون
هنا بحر من المياه
هنالك ارتفعت الاصوات في الدواوين ولسوف نقتل العطش ونزرع الارض رجالا ونساء وقمح وشعير وقالوا موعدنا الصباح
وما زالوا يتواعدون ويتوعدون
و ما زالت احاديثهم بتوليه
لم يطمثها وزير او اميروهي تكابد وجع الحياة
ولأنهم كلهم رؤوس لا تنحني ذهبوا الى التلة ليعتلون المنابر ويخطبون في القدماء
فلديهم ما يغيض الجماجم من النشوة والاخبار
بل صاروا من البلاغه في الخطابه اسيادا يستهدفون المنابر ويحطمونها
وهم الوحيدين الواقفين على منصات النشور
فسعـد الذابح وسـعـد البالع وسـعـد الخبـايـا وسـعــد الســعـود هؤلاء البائسون من ابنائها
وها نحن على اثارهم هارعون
جلسنا على مساطبهم وأتكينا على مساندهم ليأتينا الطبيب فيوغل الأبر في النفوس
فالتركه المتوارثه تخالف عليها الابناء
فبعضم رحل ليعود ممتطيا فرس بيضاء او حمار اسود
والافواه الفارغه
تقلد اصوات الصهيل والنشيج وبعضهم تخم من افخاذ الدجاج واراد ان يدق اعناق الثنيان ويحطم القرون الطينينه
وتلك الثرثاره التي أودعت سر القريه مازالت تندس في الآذان تستمع لدعاء المريبون
وهي تسير بين ابناء ها الخمسه والاربعون تنقل لهم اخبار ما يكرهون
والطبيب الذي اغتنم الفرصه بمنازعات الابناء على التركه
أدعى أنه الوصي الوحيد
فاجمعو على انه الابن البكر
ولان الام انتحرت وهي تضن بأن جسدها قد يتحول الى ينبوع
والاب الذي رحل ليكون له المنبر الاعلى بين المقبورين ولانه لايوجد قابله او عياده اومستوصف او دايه
لم يبقى شاهد على صحة ما يقولون
ولأن الصغير اعترض والمشكله لم تحل
فالجميع ركبوا الطنابر وجمعوا الحجارة ليتقاتلون خلف التخوم
واللذين هاجروا
مازالوا تائهين في الارض وهم يبحثون عن طريق العوده
وهم عاجزين عن الاغتسال لآن جلودهم ما زالت تنضح بمرارة الشنان
وعلى التلة الشاهد الوحيد على انتحار قريتي
قبر مكلل بالحجاره والاسمنت المسلح
امير للقبور يقف منتصبا وحوله عصبة من الداثرون لا يتجاوزون اصابع الكفين
والآن جاءه المنافسون من الرجال وللنساء نصيب من المنابر المزينه بالرخام لسوف يتقاذفون الجماجم
وذلك الوادي الحزين وجرفه العتيد حاول ان يحتجز الماء للقريه او ليسقي شجيراته العبقه من الضماء الطويل
عندما اصعد الى التلة ارى هبوط الغسق خلف الشمس وهي ترحل وتأملنا بأننا عائدون
وعلى رجم من الحجاره فوق تيك الرابيه وهي تحاول عـناق السماء
وقفت اتأمل وجلت بنظري في كل اتجاه وغسلت كيميائية رأسي بنسائم الغروب الصحراويه
واسترحت من الهروب
الآن نظري يلامس كل شيء
يلامس النور واتذوق الهواء
وتركت الواقع والحلم والبيوت الفرحه والحزينه والوجوه الغاضبه والايدي المرتشيه
فانا الان لا احتاج ماء ولا طعام ولا نساء
ما عدت اهتـــــــم
صرت مثل حجارة رجمي
ولكن روحي لم تستطيع ان تتقمص الحجاره
فارتد يتها مثل سمالي
عندها احسست بالعد ميه
كدت اقول بأنني انتقلت الى عالم اللاشيء
اوانني ولدت في حالة الانتظار حتى قتلت الانتظار
او ربما الحياة صحوة من نوم
عندما احسست بالعدميه رأيت السماء والارض والقحط والخصب بلون الاصيل اني
اراه لون الوحده في الاجساد وبشرات الوجوه البيض والسوداء والقمحيه وهي
لون دمي حين يطلب ما اعتاده من شرب القهوه والسجائر
ربما اعتاد على زعاف السم الفاسد
فاصبحنا ارواح بلا اجساد
او لون اللاشيء فالسماء بعمق سوداوي او مثل تكاثف غيوم السماء
وهزيم الرعد صرخات طفل مقتول في حضن ابيه على قارعة الوطن
وسح السحاب هي دموع ثكالى ,,
فظاهر العدميه خواء وباطنها دماء
فكل الموجود لاشيء أنما يمور في العدميه
فهل ابحث عن الوجد او حرارة او حتى معاناة
او هل اعيد الذكريات وحكايات قريتي
اتقلب بالذكريات وأنا اعدد بيوتها الحزينه والذين فيها
ما كثون
حتى كلابها تآلفت وآثرت الصمت على النباح والعواء
فكل من مات فيها شهيدا او قتيلا في أمل او كان اضحية لسحاب السماء
وتلك سبابة الجامع التي تلامس ضباب الفجر وتتوضىء بالشفق
هي حزينه وتبكي كل صباح قطره تخبئها تحت ريش حمامه حطت على اعتاب هلالها
والحيره التي تملاء باحة مدرستها وهي تنتظر السحاب الذ ي يمر من فوقها فلا هو غسل وجهها ولا ترك النور يملاء نوافذها
وهي مازالت تحتضن الطمأنينه وانزوت في ثنايا الخشوع
تنتظر السحاب المركوم لترحل معه ولن تشتاق للسكون
هي دائما سمراء تكحلت بالصمت تقتبس من النجوم الهدوء اللامتناهي في السمو
وشوارعها الواسعه وجدرانها الغبراء ووجوه متباعده تخرج خلسه عبر الابواب
وتعود للانطواء ولا تسمع الا همسا خلف الستائر الطينيه الظامئه
وضباب الفجر فيها لا يبلل تيزار السطوح
والشمس التي تغسلها بالنار والنور هي مثل قبلات الصقيع في كوانين
ففي كل عام تحزن اربعين يوما ولكن دون بكاء السماء
اطفالها كذلك تعلموا العزله وتوقفت العابهم وتحجرة عيونهم
ونسائها ما زلن يقضين عدة الترمل واطفأن النار تحت الصاج وفي التنور
وعند الطريق المعبد الذي يشطرها نصفين
لا اجد الا عمر
يقف على دكــــة حائط قديم توفي اصحابه منذ امد بعيد
يأتي من حارته ذات البيوت المتهدمه والراحلون منها لا يعودون ابدا ألا للدفن
لأن القبور في مستوطناتهم بثمن القصور
اما ما تبقى منهم مازال ابناءهم يضرسون
ودعت عمر
اجول في الشوارع لعلي اسمع ثرثرة العجائز
عندما اقتربت من ذلك الجدار
رايتها تجلس على عـتبة الزاويه الغربيه
لا ادري هي ام ذكراها
وضعت الابهام على المرفق وتشبر حتى الاصبع الوسطى
كل عام كنت اتي اليها بعد الامتحانات منذ الصف الاول وانا اقدم لها علبة البسكوت والراحه
تقول بأنك ناجح
كانت تنتظر قدومي وهديتي
تأكل وتخبىء ما تبقى في عبها
وعينيها يسكنهما الخوف
ابــــــدا ما كانت عرافه
لم تقراء مثل المشعوذين او تكتب طلاسم
تشبر في حزن يديها
بصدوع مثل صدوع الارض الخصب لم تشتم عبق الامطار وفي جبينها تاريخ من الالم
ورأسها كالجبل الاسمر
عليه ثلوج عكار
وأجفان لا يعرفها الكحل بل سود من الدخان
وعلى خديها وشم أخضر صوره لغزال وافنان
لم اراها تمزح او تضحك الا أبتسامه لي مره واحده كل عام
ابتسامه يتيمه عند نجاحي
كنت احسبها سر نجاحي وزدت مع هديتها اعوادالريحان
وللاول مره أراهـــا تضحـــك
وضحكت معها الاحزان
قالت لابد انك ناجح
ولكن يأبني عشقان
واحمر وجهي خجلا منها وعدت ادراجي خجلان
ومنذ ان رحلت ذات الصدوع
بقيت في الذاكره صورة الوجه المتكسر وخنصرها المعقوف مثل منقار الباز
وثوبها الرمادي وبعض خيوط الكلف الاسود الذي اصبح باهت ًيحيط بصدرها
وجزمتها المطبوخه بشمس آب
وبقايا ثلج عكار
ذهبت وتركتها تشبر في ذكرى اعواد الريحان
فالموت لايلتبس عليه الامر في ايامنا الرتيبه
فالموت والقتل والسبي والاغتصاب يجده في الشوارع ولجة السديم وعباب البحر والغابه
ففيه لايتكلمون ولا يصمتون
وتثرثر عيونهم وافواههم مجمده
ويبحرون في بحر من الموت
فهم ابــــدا لا يطلبون الافراح في زمن الاحتضار
ولا يعرفون الاحساس بالنشوه والانتصار
اسير في طرقاتها وكانني على سطح القمر
قد اجد من يبحث عني
ايها الكهل
اراك تستقبل الحائط تسنده بيدك اليسرى ويدك اليمنى على خصرك النحيل
وعلى الرصيف تدلف قطرات من الزلال المسكوب
أي كارثة ً حلة بك
وأنت تخفي جبينك الاسمر وراء الحائط العتيد
انت لا تخاف السقوط لقد تعودت عليه منذ الازل
اليس كذلك
الا تذهب
ليقول إيــــــــه:
انا الراحل .
انا من ارسل الحس يتوجس في الوجود وانامن عرف الرحيل
وأنا القابع وراء التكايا يغلق لي الابواب ريح حرجف وتفتح لي الزوابع الابواب
وهي من التوجس جاءت بالنباء
وانا من عرف الرحيل الازلي وأنـــا القادم في الرحيل
حسبي ما تركت لكم من الجسد الهزيل
الآن اغلق على الروح متاهات الحياة احمل الجروح مثل طيات الكتب واضمد الاوراق النازفه بكل جهد
وما اصعبها حين يطعنك الاصدقاء ويجيء يحمل الرأس قرابين للغراب
ما الذي جاءه مني حين مزق لي وريدي ما الذي جاءه مني حين يبغيني ابيد
قلت الهذا
الهذا أراك منعزلا ً في الازقه مستسلم للعثرات الطويله كما لو انك تنادي في غياب الوعي
من الذي جاء بك من البعد ومن الذي احرق خيمتك وشتت احبائك
اراك نادما وكـــأنك من فعل هذا
الان لاتلوم العصور السحيقه والاباء والاجداد وانت تنتصب وتدفع القوة في الاعضاء المنهكه
تحاول ان ترد كل هؤلاء
سوف تغير كل شيء
عندما نظرة فيما حولك ادركت بأنك تضغط على عضلاتك البائسه وعلى دماغك المنكمش في جمجمة الافتراضات الحزينه
انت تقول سوف انظم الى الفقراء والجلادين والملوك واتساوى معهم في القبور
الا تريد استقلاليتك مثل قطرات المطر تسقي أي ارض تشاء
ام تصير كالحلزون لا يدخل قوقعتك غير جسدك الرطب
فهل تحميك صدفتك من السحق تحت الاقدام
قد يحطمك الشيطان بقساوته وانت داخل قوقعتك
لقد اغواك القحط والهجير ونثر اسرارك واسرتك رماد في الارجاء
ام تتجاهل كالحمار فلا تحرك من الوجود شيء وتعيد نصب بيتك وشتات رمادك
بل انت الذئب الطعين والرياح الحزينه وانتما غاضبان
الى اين تذهبان
الى اين تحمل جرحك المنشج
اتبغي ان تختبىء وكأنك تبتسم المـــا أم تشحذ نابيك لتبعث الخوف
أيـــدعونك في شأن جرحك وانت مطعون
اليوم تنزع انيابك الحجاره
والساعه يحطمون كبريائك
ولو انك صرت كلب لما طعنوك غـــدرا ً بل اطعموك اكباد الجديان
ولو انك صرت كلب ولعقت اقدامهم لكان اسقوك من العذب الفرات
ومسحوا بأكفهم رأسك ولو كنت ذا نجاسه
ولأنك لا تهز بذنبك الآن يهثـــم فـاك
وتتقاسم النسوه جلدك الاطلس او يفترشك ابن الســـيد
هل الرياح الحزينه جاءت بك عندما تكورت وخبائتك في معطفها الرمادي
وكشفت عن ساقها عندما رأت المترفين
ام هي مثلك حزينه منهكه من حمل الغبار ارادت ان تستريح من الترحال فحطت على اعتاب اللؤماء
اتراها خدعتك وحملتك مع التبر من اعماق الصحراء
هي سكنت وارتوت ماء وانت تكشفت وصار عوائك الواهي أنين .
نعم ايها الذئب دعهم للجسد الواهن واضحك في الروح
اتريد ان تستريح
دع عنك الحائط واستند على كتفي وامضي معي لنحـــــــــرق الوهــن
ربما كنا اشباه واجساد
نظر الي :
اتمسح بكفيك العمر ام الحدود
أفي زمن الاحتضار تطلب الافراح
أفي زمن الخذلان تشعل الوجدان لتبعث الحياة في الرماد
قد يجيء الطوفان ويخمد الجذوه التي الهبتها حطام الدنيا
عندما داهمتني المكيده واليأس
كنت الرافض للغنوط
كنت اراك خلفي وامامي
والان ايها الشيخ الجليل
انت ذاهب الى غير ماكنت ارجوا
ومعدم الى حد التبخر
ولكنك تأخذني بعناق شديد واسع الانسانيه
وما هناك امل يملاء الخواء سكينة وفرح ونور ينبلج من مصدر اشعاع في معاني الوجود
انما الواقع كما قلت: متلبسين اشباه واجساد
اذا ارحل الآن عنك ايها المبجل
فهنالك لي موعد معك فوق الجبال
فقريتي هي سخرية انثــــى تواعدني الموت وتسخر
مني
قالت انت تفنيني وعقدت حاجبيها بل ذاتك ستذوب فيني وتتلاشى على صدري ويخمد جسدك في طيني
فلا تحسب بأنك تملكني بل انت غذاء شراييني
وما كان فضائي فارغ فالنور غموض يمليني
اتحاول سبر الافلاك
وسر الفضاءات ديني
انا الكره بغير حدود
والحب المطلق في عيني افق فانك في ميت فالموت هو مني ليني
هزأت وابتسمة ساخرة
اتريد تقويم سنيني انا الانثى الضلع الاعوج
اشقيك ولا تشقيني ياطفل عاشق ربيع راحل فالنور شيب لا زيني
ياطفل يذوب على صدري حياتك وقبرك نهديني
استرح ياطفلي على صدري
احلامك تضحكني وتبكيني
تعال الي
...........ابقى معي .........اين تذهب
أتذهب في درب مجهول
خلف الهضاب تفترق الدروب وكل درب يلد درب
مازلت صغير
اين ذاهب في طريقك شبح مشاغب
قد يطعنك نجم ثاقب
لاتمطي اقدام البؤس
ياطفلي لاتذهب ابقى
خذ مني وسر خلفي ولا تتخطاني ولا تطىء على ارداني
اللحق بي ولن تتعب
في البدء قلت تجهلني
اني سريع حين اجري اسبقها على ساق واحد واتركها خلفي تلهث ولن تستطيع ان تلحق بي
في البــــدء قـلـت
كم انا كنت واهم
راحت واتمسك في معطفها الاخرق
قـفي : كي الحق انفاسي وقلبي رويدك يتمزق
............ فما بيني وبينك خطوه
يا طفلي ما تلحق كهلـــه
وعكازي اغصان البلوط ووشاحي ارواح الاموات اسرع تسبقك اشباحي فطربي عويل ونواحي
قفي اني متوقف
هل احلم
بل اني مستسلم
لن تكترثي باحلامي ولن اكترث بسخريتك اني امجد آبائك
لوكنت داثره اسير في ثراكي وشوارعك القديمه وجدرانك الطينيه
تركتها و ذهبت الى السوح مسقط رأسي
وتسائلة من الذي جاء بي
اهو حلمي ام حبل لااره يجذب قلبي
هو شوقي والشوق يملاء كياني الى تربتي البيضاء جئت انتظر المساء على عتبات الاماني
في ارض تسيح فيها المياه ان جاد المطر مثل راحة الكف او بساط من خصف
هنا السكون الامتناهي ففيها يمتد البصر تعاند النجم في الهدوء السرمدي فتقتل الصهيل والصدى
فلا يبرح صوت المنادي الحنجره
هنـــــا ارتــــاح فؤادي وغنى صدري بحرف ضادي
حتى توقفت امامي زوبعه بالسكون مشبعه فلا هدير الموج او حفيف الشجر ولا صداح الطير او جدال البشر
ينساب الهواء الطلق مثل شوقي في وريدي في سكون في سكون ويغرق جفني في السهد
كغفوة طفل في المهد
وتعاود الاحلام زفزف في خيالي او مثل رجس خيل في ارض الحصى هـمـهـمــات مـبـهـمــه
فلم اجد ما كنت اضن ان اراه
في ارض خاليه سوى ذئب يدس رأسه تحت شجيرات الشنا ن وثعالب مجتمعه عند فوهة الوجار تراقبني عن كثب
وحيث ما بعثت النظر لا ارى مما كنت اضن ان اراه
جئت بأقدامي المتعبه من المسير
عندما اقتربت من تخوم تلك الفيضه رميت نعالي ومشيت على دماث ابيض
مثل بودرة الاطفال لم استطع التوقف واكاد احبوا على يديا
وتلك القطعه من الارض التي اقسم والدي بأنه لن يحرثها مادام حيا ً
تركها بكراً مازالت كما هي تذكره وتبكيه
هنا تذكرت حكايات جدتي في يوم مولدي وكأنني كنت اترقب هبوط روحي
جلست على بساط الذاكره احاول ان اعيد بناء بيت ابي وأمي وأجمع اخوتي الكبار واعيد الصغار الى رحم امي
هنالك نصب بيت الشعر وهنالك ترعى الابل وتيك الاغنام ترضع صغارها
اشعلت بخور الصحارى
جاءني النسيم برائحة شياط الحليب وقد طفح القدر
الآن لاأملك الا دمع عيني
امي التي اختطفها الموت باكرا
والقحط مزق بيت الشعر ونحر النياق
والوادي على غير عادته جاء يزمجر لينادي مع التشرينين بالرحيل
واغلس الجو وتهنى في ارض العرب مثل الحيارى
وكبرت في متاهه
وها انا ذا منطوي على نفسي لا ادري ماذا انتظر
والموت لا يأتي لمن يطلبونه
انه يحب الافتراس
حتى وجدت نفسي على ارصفت اللئام فراشي قارعة الطريق أكابد التشرد في عذابات النفس الكريمه
فكم حاولت ان اغيب ذلك الجو البغيض حتى بدخان السجائر ولأن من طبعي الحياء
لم استطع اللعب فوق قرون الشيطان
قمت لإبتعث وارسل في الكون وجودي وافضح ذاتي وأشيع حلمي الف ميـــــل
واقطع اغلالي وقيودي اشهر نصري ارفع بنودي
ولا اريد الانطواء وكل ما قلت اريد يطرق بابي جلادي
انني مؤمن
من اعلن عنــــي الحادي
لا آ لـه إ لا الـلـه
سبحان الله
هل اقدر ان ارفع رأسي من فوق وسادي
يامجد يبكي اجدادي وسؤدد قد دك عماده فألارض الان قفراء
والجبل اجوف خاوي لااحـــــــــد يرفل في مجده فالشيطان يرقص وحده
والسور انهتك وتهدم وسيفي تأخر ما تقدم هل اجزم
هـــــل أ جــــزم
اني في قلبي مهزم
هل ارحم
جلادي ابــــداً لا يرحم
أ أ تـــــــــــوهـــم
الحياة غرور وتوهم
فمن يبعثني الى قبري
من يعزي فيني اهلي
من يطفىء ضمائي اني ممن اني اغلي
ويقول اليقين لا تركع
ابتعث فأنك للكون مودع هل تسمع
هيا ارحل وتشجع
فجلادك يقين وجودي
ان لم يجيئــــك لــي تـرجـــــع
هــــــل تســــــمع
الان عرفت بأننا موتى اشباح تموج بأشباح
لن اكترث بألامي ولن اعدد اعوامي
نحن مثل كهل درويش يعيد حبات المسباح
الان عرفت انني ميت
والهم عن صدري ينزاح
لو تعلم زوجي بأنني مقتول وصرت في عالم الارواح
ما ولدت لي ما ولدت ولا اباحت لشبحي ما ينباح
قد اتغزل في مقبرتي ولثنا يا الغيد مداح
واشباح تترى اشباح
قد البس جسد الطير
الى اين أحلق اخبرني
والى اين تحلق ايها الطائر
هل بعد السماء سماء ام انك تبدل الارض ام تريدك ان تزرعها الم
واين ستحط ................
قد يقتلعون عيونك وينتفون ريشك الصحراوي ويصنعون منه وساده وزينه لقبعات الحسناوات
الى اين تحلق
ابقى كما انت لا اريد ك ان تندم
عندما تقع في البراثن لايفيدك الندم
الان عرفت : تبحث عن قفص
لا يوجد عندنا عقبان
فأن اجدادك ماتوا وانتحرت خلفهم الكواسر
ام انك تبحث عن امك وابيك
بل تبحث عن حبة قمح في مستنقع الدم
فكل شيء استعد للقتال عن الرغيف الذي بين يديه
والكلاب التي افترسة صغارها ليس من مجاعه
هي كانت تضن أن في الموت الخلود
والشمس التي مازالت تشرق كل يوم
هي نداء لموت جديد
ولا تبعث الصبح الا على شواهد القبور
فحين تخرج للبر يرافقك قرين وحين تلج الاسواق ترافقك الشياطين
انا لم احلق كالطائر في السماء
هنالك لا يرافقك الاثنان
ففي البر بقية قوم صفاء وبقية ارض عطا ء
عذراء وبقايا عذريين
وما زالت ذئابها تجر العواء يجاوبها صدى واضلاع
وهم الوحيدون اللذين يسمعون همس النجوم ويحاربون القرين وتبحر دون ان تخشى غرقا
فلا تحتاج نذور ومزارات مشركين
حتى الساكن فيها انيس
سرت ابحث عنه
ووجدته متمددا
هاأنت تسكن الفلواة
منذ متى استوطنت المفازه "
ملك اجفانك النعاس فرقــدت تستريح من جهد قديم
رغم سباتك السرمدي آلفــــت بيتك
وكلما مررت بأرضك عرجت اليك اعيــــد اعمار سور بيتك .
وارفع منارة رأسك
اسقي شجرة الشيح الوحيده عن يمينك
وانت ترقد هل تعلم بأنك تؤنس الصحارى الخاليه
ان روحك حارس هذه البلاد
وما تعرفه انت كلي شوق لمعرفته
انتظر منك ان تحكي لي قصة التعب القديم وعن آلفة الوجوه وكأنني اعرف وجهك الاسمر الصافي الجبين
تركت الارض وجئتك استريح
جلست قبالة وجهك احدثك بصوتي احيانا وهمس مناجات
واسئلك هل مرت بك الركبان عبر العصور
هل تخطى بيتك الرجل البغيض
وهل جمحت خيول الشر فوق منارة رأسك
وهل يصدن عنك الغيد الحسان
ام صرت كهلا
اراك تخفي همسك في عباءات الوجل
والوحده التي تلازمك قد فعلت بك ما فعلت
ليتك تدخل معي في بيداء اللاوعي او نرحل في السراب او تكون لي النور اوتكن ظلا ًً
او لنتوارى خلف الحلم الجميل ونختفي في ثناياه
لن نلتقي اذا
ربما لن اجدك
ولن اسمع اذ تنادي لاني لا اعرف صوتك ولم تسمعني لانك تطيل الصمت والمكوث في الامكنه السريه
اني راحل احمل حنين اليك
وقد حملتني احلامك والامك ولكني عرفت ذلك انمــــــــا تذكرني بمرحله من مراحل حياتي
حيث مارست طقوس الحلم الجامح وقبل ان ارحل سوف ارويه لك
ولكن عندما يتسع المكان وارى كل شيء ولا يراني احد
وكأنني ارتديت قبعة التخفي
فأنا لست مكبل
أمد جناحي واعرج في السماء اتخطف النسمات وارقص كالنوارس
فلا حدود ولا غيم ولا سديم
امتداد لا نهائي للبصر
قد لا ارى الا الجمال والخلود ولاسراب ولا لال ولا الضحى
ولا هجير القيظ او زمهرير الشتاء
وتصبح بيدائك خميله
تجلس على بساط الريح تحمله الاماني
وترتشف السلسبيل وتصدح الانهار لك في شجون الاغنيات
لا تنادي لانني دائما معك
فلا تعبس فأنت معي ولن تغوص في الطمي
هل احدثك عن الحلم الجامح
الآن ابني بيت في النأ ي في فوهة النسيان السوداء
مبتعد عن البروده والركود القاتل
الى الغموض الجميل
ولم اعد اعجب حتى في اجساد النساء
ولكنني استطعت ان اجعل من ارض روحي وشحوب الكون لمعانا واشراقاً ً
وتركت الزمن المكلل بالنجاح يذهب دون ان اكترث به
لم اعد احس بوطئته فإن اضلاعي شديده وصارت من حديد
والقحط الذي مزق بيت ابي وامي نسيته ونسيت حتى انا من اكون
ولا ادري متى يأتي سعد الخبايا
|
|
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق