الأحد، 26 يوليو 2015

ضفاف الصحراء 5




على التلة الشاهد الوحيد على انتحار قريتي قبر مكلل بالحجاره والاسمنت المسلح امير للقبور يقف منتصبا وحوله عصبة من الداثرون لا يتجاوزون اصابع الكفين والآن جاءه المنافسون من الرجال وللنساء نصيب من المنابر المزينه بالرخام لسوف يتقاذفون الجماجم
وذلك الوادي الحزين وجرفه العتيد حاول ان يحتجز الماء للقريه او ليسقي شجيراته العبقه من الضماء الطويل
عندما اصعد الى التلة ارى هبوط الغسق خلف الشمس وهي ترحل وتأملنا بأننا عائدون
وعلى رجم من الحجاره فوق تيك الرابيه وهي تحاول عـناق السماء
وقفت اتأمل وجلت بنظري في كل اتجاه وغسلت كيميائية رأسي بنسائم الغروب الصحراويه واسترحت من الهروب
الآن نظري يلامس كل شيء
يلامس النور واتذوق الهواء
وتركت الواقع والحلم والبيوت الفرحه والحزينه والوجوه الغاضبه والايدي المرتشيه
فانا الان لا احتاج ماء ولا طعام ولا نساء
ما عدت اهتـــــــم
صرت مثل حجارة رجمي ولكن روحي لم تستطيع ان تتقمص الحجاره فارتد يتها مثل سمالي
عندها احسست بالعد ميه
كدت اقول بأنني انتقلت الى عالم اللاشيء اوانني ولدت في حالة الانتظار حتى قتلت الانتظار
رأيت السماء والارض والقحط والخصب بلون الاصيل اني اراه لون الوحده في الاجساد وبشرات الوجوه البيض والسوداء والقمحيه وهي لون دمي حين يطلب ما اعتاده من شرب القهوه والسجائر ربما اعتاد على زعاف السم الفاسد
فاصبحنا ارواح بلا اجساد
او لون اللاشيء فالسماء بعمق سوداوي او مثل تكاثف غيوم السماء
وهزيم الرعد صرخات طفل مقتول في حضن ابيه على قارعة الوطن
وسح السحاب هي دموع ثكالى ,, فظاهر العدميه خواء وباطنها دماء
فكل الموجود لاشيء أنما يمور في العدميه
فهل ابحث عن الوجد او حرارة او حتى معاناة
او هل اعيد الذكريات وحكايات
قـريتـي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق