وفي حالة اكتشاف المجهولوعندما سمحت لقلبي بالانكشاف تذكرت من يشبهنيكذا قريتي في حالة ضماء مستمر وهي مازالت تهذي بالوجدان فصارقمة الكرامه والعفافوحينما تحب هي تعشق من حشاشة القلب ووله وشغف جنوني و كلما صمت الرعد في قبتها وغنى العجاج ورقصت الزوابع ازدادت رقه وتواضع حتى مات العنفوانفحين تجف السنينويصير الجب تنوراًوتشعل الشمس نارهاتنسج النساء الكفن وتطحن الحجاره كافوراً وحناءْويتوافد الناس الى التلاليرتقون المشارف العمياءلم تكن السماء اشجار نخيل وجوزفالسماء لا ترجم با لحجاره فتمطر بلحوالاكف لا ترتفع لأنها نسيت الدعاءفأغلقوا الايدي والابواب والنوافذالآن يرونها عبر شبابيك الوهم وهي ترسل ندافات الثلجوالاعاصيرفيشعرون بالبرد والبللوهذا القمر لم يعد يحبه احدلانه باهت وقد نضب زيتهوكلما تجف السنين ويصير الجب تنوراًتزداد خشونة الكفن لأن النسوه نبت على راحات كفوفها الشعروالموت هو العاصي الوحيدلأنه عمر الارض بشواهد القبورفالكوكب الازرق قد ابتعد عنها وتاهت في الصحراء السحيقهفغــدت الاتجاهات مجهوله وضيعت الغروب والشروق وقبلتها العتيقــه والناس فيها ابدا مثل ترابها وجلودهم وحجارتها وعظامهم وقلوبهم وشجيراتها تشابهت الى مالا نهايه و نجومها تداعت للافقوشمسها وقمرها في كسوف وخسوف مستمر وهي المنسيه ككثبان من الطين والتبن الابيضينوحلمها ابدا بالسحابعندما دخلت قريتي خلسه اندس تحت جنح الظلامكنت خائف من شوق عيوني ويفضح الدمع المستهام وملامح وجهي الصغرى قد كبرت وقد حل عيد الصيامهيا لم تتبدل ولم تتغير فالوديان والجدران فيها مازالن نياممتواضعه مثل ترابها العطشان وعشاقها ابـدا ً عذريين لقد نسيتهم الازمانقلت لن تعرف وجهي او قد اتوه في بناياتها الطوال ولن اجد بيت الارحام لكن شيء لم يتبدل مازالت تنتظر امطار الخريف بعدما احرقتها شموس تموزمثل خدود راعية الاغنامكان ردائي ثوب ابيض ولم اعلم بأنه كفني وقريتي مجرد كثبانكانت طهر وصفاء وعبث فيها الشيطانكيف لا وكنت اعرفه في هامة رأسه قرنان عصاه مثل ذيله ويرتدي معطف ابتر ازعر يفتن العاب الصبيان خلق في القريه ما لم يخلق فظهر فيها خلقانحي قد انطوى الى نفسه وآلاخر يتبعه ككلب فلا يشبع وليس بجيعانوقريتي كالحيزبون مازال لها ابناء اشرار مترفين يدسون انوفهم في حقولها وحديقة بيتي الخاويه بعدما جف البئرونحتضر من ا لضماءانقسمت على نفسها فكم بدلت من الوجوه والاصوات التي تتحفز للصراخ تمور تحت الاضلاعفـتـتـنـهـد وتـنـسـحـبوهي تمتد بين الحزينين من الجنوب للشمالولقد مر بها اناس يتبخترون وترتج الارض تحت اقدامهم وهم يبحثون عن الثراء في جوفها وكان لهم نصيب من النفاق وقالوا لما انتم ضامئونهنا بحر من المياههنالك ارتفعت الاصوات في الدواوين ولسوف نقتل العطش ونزرع الارض رجالا ونساء وقمح وشعير وقالوا موعدنا الصباحوما زالوا يتواعدون ويتوعدونو ما زالت احاديثهم بتوليه لم يطمثها وزير او اميروهي تكابد وجع الحياةولأنهم كلهم رؤوس لا تنحني ذهبوا الى التلة ليعتلون المنابر ويخطبون في القدماء فلديهم ما يغيض الجماجم من النشوة والاخباربل صاروا من البلاغه في الخطابه اسيادا يستهدفون المنابر ويحطمونها وهم الوحيدين الواقفين على منصات النشورفسعـد الذابح وسـعـد البالع وسـعـد الخبـايـا وسـعــد الســعـود هؤلاء البائسون من ابنائها وها نحن على اثارهم هارعونجلسنا على مساطبهم وأتكينا على مساندهم ليأتينا الطبيب فيوغل الأبر في النفوسفالتركه المتوارثه تخالف عليها الابناء فبعضم رحل ليعود ممتطيا فرس بيضاء او حمار اسودوالافواه الفارغه تقلد اصوات الصهيل والنشيج وبعضهم قد تخم من افخاذ الدجاج واراد ان يدق اعناق الثنيان ويحطم القرون الطينينهوتلك الثرثاره التي أودعت سر القريه مازالت تندس في الآذان تستمع لدعاء المريبونوهي تسير بين ابناء ها الخمسه والاربعون تنقل لهم اخبار ما يكرهونوالطبيب الذي اغتنم الفرصه بمنازعات الابناء على التركهأدعى أنه الوصي الوحيدفاجمعو على انه الابن البكر ولان الام انتحرت وهي تضن بأن جسدها قد يتحول الى ينبوعوالاب الذي رحل ليكون له المنبر الاعلى بين المقبورين ولانه لايوجد قابله او عياده اومستوصف او دايه لم يبقى شاهد على صحة ما يقولونولأن الصغير اعترض والمشكله لم تحل فالجميع ركبوا الطنابر وجمعوا الحجارة ليتقاتلون خلف التخومواللذين هاجروا مازالوا تائهين في الارض وهم يبحثون عن طريق العوده وهم عاجزين عن الاغتسال لآن جلودهم ما زالت تنضح بمرارة الشنان
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق