الأحد، 26 يوليو 2015

ضفاف الصحراء 4






وفي حالة اكتشاف المجهول

وعندما سمحت لقلبي بالانكشاف
تذكرت من يشبهني
كذا قريتي في حالة ضماء مستمر وهي مازالت تهذي بالوجدان فصارقمة الكرامه والعفاف
وحينما تحب هي تعشق من حشاشة القلب ووله وشغف جنوني و كلما صمت الرعد في قبتها وغنى العجاج ورقصت الزوابع ازدادت رقه وتواضع حتى مات العنفوان
فحين تجف السنين
ويصير الجب تنوراً
وتشعل الشمس نارها
تنسج النساء الكفن وتطحن الحجاره كافوراً وحناءْ
ويتوافد الناس الى التلال
يرتقون المشارف العمياء
لم تكن السماء اشجار نخيل وجوز
فالسماء لا ترجم با لحجاره فتمطر بلح
والاكف لا ترتفع لأنها نسيت الدعاء
فأغلقوا الايدي والابواب والنوافذ
الآن يرونها عبر شبابيك الوهم وهي ترسل ندافات الثلج
والاعاصير
فيشعرون بالبرد والبلل
وهذا القمر لم يعد يحبه احد
لانه باهت وقد نضب زيته
وكلما تجف السنين ويصير الجب تنوراً
تزداد خشونة الكفن لأن النسوه نبت على راحات كفوفها الشعر
والموت هو العاصي الوحيد
لأنه عمر الارض بشواهد القبور
فالكوكب الازرق قد ابتعد عنها وتاهت في الصحراء السحيقه
فغــدت الاتجاهات مجهوله وضيعت الغروب والشروق وقبلتها العتيقــه 
والناس فيها ابدا مثل ترابها وجلودهم وحجارتها وعظامهم وقلوبهم وشجيراتها تشابهت الى مالا نهايه و نجومها تداعت للافق
وشمسها وقمرها في كسوف وخسوف مستمر وهي المنسيه ككثبان من الطين والتبن الابيضين
وحلمها ابدا بالسحاب
عندما دخلت قريتي خلسه اندس تحت جنح الظلام
كنت خائف من شوق عيوني ويفضح الدمع المستهام وملامح وجهي الصغرى قد كبرت وقد حل عيد الصيام
هيا لم تتبدل ولم تتغير فالوديان والجدران فيها مازالن نيام
متواضعه مثل ترابها العطشان وعشاقها ابـدا ً عذريين لقد نسيتهم الازمان
قلت لن تعرف وجهي او قد اتوه في بناياتها الطوال ولن اجد بيت الارحام لكن شيء لم يتبدل مازالت تنتظر امطار الخريف بعدما احرقتها شموس تموز
مثل خدود راعية الاغنام
كان ردائي ثوب ابيض ولم اعلم بأنه كفني وقريتي مجرد كثبان
كانت طهر وصفاء وعبث فيها الشيطان
كيف لا وكنت اعرفه في هامة رأسه قرنان عصاه مثل ذيله ويرتدي معطف ابتر ازعر يفتن العاب الصبيان خلق في القريه ما لم يخلق فظهر فيها خلقان
حي قد انطوى الى نفسه وآلاخر يتبعه ككلب فلا يشبع وليس بجيعان
وقريتي كالحيزبون مازال لها ابناء اشرار مترفين يدسون انوفهم في حقولها وحديقة بيتي الخاويه بعدما جف البئر
ونحتضر من ا لضماء
انقسمت على نفسها فكم بدلت من الوجوه والاصوات التي تتحفز للصراخ تمور تحت الاضلاع
فـتـتـنـهـد وتـنـسـحـب
وهي تمتد بين الحزينين من الجنوب للشمال
ولقد مر بها اناس يتبخترون وترتج الارض تحت اقدامهم وهم يبحثون عن الثراء في جوفها وكان لهم نصيب من النفاق وقالوا لما انتم ضامئون
هنا بحر من المياه
هنالك ارتفعت الاصوات في الدواوين ولسوف نقتل العطش ونزرع الارض رجالا ونساء وقمح وشعير وقالوا موعدنا الصباح
وما زالوا يتواعدون ويتوعدون
و ما زالت احاديثهم بتوليه لم يطمثها وزير او اميروهي تكابد وجع الحياة
ولأنهم كلهم رؤوس لا تنحني ذهبوا الى التلة ليعتلون المنابر ويخطبون في القدماء فلديهم ما يغيض الجماجم من النشوة والاخبار
بل صاروا من البلاغه في الخطابه اسيادا يستهدفون المنابر ويحطمونها وهم الوحيدين الواقفين على منصات النشور
فسعـد الذابح وسـعـد البالع وسـعـد الخبـايـا وسـعــد الســعـود هؤلاء البائسون من ابنائها وها نحن على اثارهم هارعون
جلسنا على مساطبهم وأتكينا على مساندهم ليأتينا الطبيب فيوغل الأبر في النفوس
فالتركه المتوارثه تخالف عليها الابناء فبعضم رحل ليعود ممتطيا فرس بيضاء او حمار اسود
والافواه الفارغه تقلد اصوات الصهيل والنشيج وبعضهم قد تخم من افخاذ الدجاج واراد ان يدق اعناق الثنيان ويحطم القرون الطينينه
وتلك الثرثاره التي أودعت سر القريه مازالت تندس في الآذان تستمع لدعاء المريبون
وهي تسير بين ابناء ها الخمسه والاربعون تنقل لهم اخبار ما يكرهون
والطبيب الذي اغتنم الفرصه بمنازعات الابناء على التركه
أدعى أنه الوصي الوحيد
فاجمعو على انه الابن البكر ولان الام انتحرت وهي تضن بأن جسدها قد يتحول الى ينبوع
والاب الذي رحل ليكون له المنبر الاعلى بين المقبورين ولانه لايوجد قابله او عياده اومستوصف او دايه لم يبقى شاهد على صحة ما يقولون
ولأن الصغير اعترض والمشكله لم تحل فالجميع ركبوا الطنابر وجمعوا الحجارة ليتقاتلون خلف التخوم
واللذين هاجروا مازالوا تائهين في الارض وهم يبحثون عن طريق العوده وهم عاجزين عن الاغتسال لآن جلودهم ما زالت تنضح بمرارة الشنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق