ايها الكهل
اراك تستقبل الحائط تسنده بيدك اليسرى ويدك اليمنى على خصرك النحيل
وعلى الرصيف تدلف قطرات من الزلال المسكوب
أي كارثة ً حلة بك
وأنت تخفي جبينك الاسمر وراء الحائط العتيد
انت لا تخاف السقوط لقد تعودت عليه منذ الازل
اليس كذلك
الا تذهب
إيــــــــه:
انا الراحل .
انا من ارسل الحس يتوجس في الوجود وانامن عرف الرحيل
وأنا القابع وراء التكايا يغلق لي الابواب ريح حرجف وتفتح لي الابواب الزوابع وهي من التوجس جاءت بالنباء
وانا من عرف الرحيل الازلي وأنـــا القادم في الرحيل
حسبي ما تركت لكم من الجسد الهزيل
الآن اغلق على الروح متاهات الحياة احمل الجروح مثل طيات الكتب واضمد الاوراق النازفه بكل جهد
وما اصعبها حين يطعنك الاصدقاء ويجيء يحمل الرأس قرابين للغراب
ما الذي جاءه مني حين مزق لي وريدي ما الذي جاءه مني حين يبغيني ابيد
الهذا
الهذا أراك منعزلا ً في الازقه مستسلم للعثرات الطويله كما لو انك تنادي في غياب الوعي
من الذي جاء بك من البعد ومن الذي احرق خيمتك وشتت احبائك
اراك نادما وكـــأنك من فعل هذا
الان لاتلوم العصور السحيقه والاباء والاجداد وانت تنتصب وتدفع القوة في الاعضاء المنهكه
تحاول ان ترد كل هؤلاء
سوف تغير كل شيء
عندما نظرة فيما حولك ادركت بأنك تضغط على عضلاتك البائسه وعلى دماغك المنكمش في جمجمة الافتراضات الحزينه
انت تقول سوف انظم الى الفقراء والجلادين والملوك واتساوى معهم في الثرى
الا تريد استقلاليتك مثل قطرات المطر تسقي أي ارض تشاء
ام تصير كالحلزون لا يدخل قوقعتك غير جسدك الرطب
فهل تحميك صدفتك من السحق تحت الاقدام
قد يحطمك الشيطان بقساوته وانت داخل قوقعتك
لقد اغواك القحط والهجير ونثر اسرارك واسرتك رماد في الارجاء
ام تتجاهل كالحمار فلا تحرك من الوجود شيء وتعيد نصب بيتك وشتات رمادك
بل انت الذئب الطعين والرياح الحزينه وانتما غاضبان
الى اين تذهبان
الى اين تحمل جرحك المنشج
اتبغي ان تختبىء وكأنك تبتسم المـــا أم تشحذ نابيك لتبعث الخوف
أيـــدعونك في شأن جرحك وانت مطعون
اليوم تنزع انيابك الحجاره والساعه يحطمون كبريائك
ولو انك صرت كلب لما طعنوك غـــدرا ً بل اطعموك اكباد الجديان
ولو انك صرت كلب ولعقت اقدامهم لكان اسقوك من العذب الفرات ومسحوا بأكفهم رأسك ولو كنت ذا نجاسه
ولأنك لا تهز بذنبك الآن يهثـــم فـاك وتتقاسم النسوه جلدك الاطلس او يفترشك ابن الســـيد
هل الرياح الحزينه جاءت بك عندما تكورت وخبائتك في معطفها الرمادي وتكشفت عن ساقها عندما رأت المترفين
ام هي مثلك حزينه منهكه من حمل الغبار ارادت ان تستريح من الترحال فحطت على اعتاب اللؤماء
اتراها خدعتك وحملتك مع التبر من اعماق الصحراء
هي سكنت وارتوت ماء وانت تكشفت وصار عوائك الواهي أنين .
نعم ايها الذئب دعهم للجسد الواهن واضحك في الروح
اتريد ان تستريح
دع عنك الحائط واستند على كتفي وامضي معي لنحـــــــــرق الوهــن
ربما كنا اشباه واجساد
نظر الي :
اتمسح بكفيك الحدود
أفي زمن الاحتضار تطلب الافراح
أفي زمن الخذلان تشعل الوجدان لتبعث الحياة في الرماد
قد يجيء الطوفان ويخمد الجذوه التي الهبتها حطام الدنيا
عندما داهمتني المكيده واليأس
كنت الرافض للغنوط
كنت اراك خلفي وامامي
والان:
انت ذاهب الى غير ماكنت ارجوا ومعدم الى حد التبخر ولكنك تأخذني بعناق شديد واسع الانسانيه
وما هناك امل يملاء الخواء سكينة وفرح ونور ينبلج من مصدر اشعاع في معاني الوجود
انما الواقع كما قلت: متلبسين اشباه واجساد
اذا ارحل:: فهنالك لي موعد معك فوق الجبال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق