اتقلب بالذكريات وأنا اعدد بيوتها الحزينه والذين فيها
ما كثون
حتى كلابها تآلفت وآثرت الصمت على النباح والعواء
فكل من مات فيها شهيدا او قتيلا في أمل او كان اضحية لسحاب السماء
وتلك سبابة الجامع التي تلامس ضباب الفجر وتتوضىء بالشفق
هي حزينه وتبكي كل صباح قطره تخبئها تحت ريش حمامه حطت على اعتاب هلالها
والحيره التي تملاء باحة مدرستها وهي تنتظر السحاب الذ ي يمر من فوقها فلا هو غسل وجهها ولا ترك النور يملاء نوافذها
وهي مازالت تحتضن الطمأنينه وانزوت في ثنايا الخشوع تنتظر السحاب المركوم لترحل معه ولن تشتاق للسكون
هي دائما سمراء تكحلت بالصمت تقتبس من النجوم الهدوء اللامتناهي في السمو
وشوارعها الواسعه وجدرانها الغبراء ووجوه متباعده تخرج خلسه عبر الابواب وتعود للانطواء ولا تسمع الا همسا خلف الستائر الطينيه الظامئه
وضباب الفجر فيها لا يبلل تيزار السطوح
والشمس التي تغسلها بالنار والنور هي مثل قبلات الصقيع في كوانين
ففي كل عام تحزن اربعين يوما ولكن دون بكاء السماء
اطفالها كذلك تعلموا العزله وتوقفت العابهم وتحجرة عيونهم
ونسائها ما زلن يقضين عدة الترمل واطفائن النار تحت الصاج وفي التنور
وعند الطريق المعبد الذي يشطرها نصفين لا اجد الا عمر يقف على دكــــة حائط قديم توفي اصحابه منذ امد بعيد
يأتي من حارته ذات البيوت المتهدمه والراحلون منها لا يعودون ابدا ألا للدفن لأن القبور في مستوطناتهم بثمن القصور
اما ما تبقى منهم مازال ابناءهم يضرسون
ودعت عمر
اجول في الشوارع لعلي اسمع ثرثرة العجائز
عندما اقتربت من ذلك الجدار رايتها تجلس على عـتبة الزاويه الغربيه
لا ادري هي ام ذكراها
وضعت الابهام على المرفق وتشبر حتى الاصبع الوسطى
كل عام كنت اتي اليها بعد الامتحانات منذ الصف الاول وانا اقدم لها علبة البسكوت والراحه
تقول بأنك ناجح
كانت تنتظر قدومي وهديتي
تأكل وتخبىء ما تبقى في عبها وعينيها يسكنهما الخوف
ابــــــدا ما كانت عرافه
لم تقراء مثل المشعوذين او تكتب طلاسم
تشبر في حزن يديها بصدوع مثل صدوع الارض الخصب لم تشتم عبق الامطار وفي جبينها تاريخ من الالم
ورأسها كالجبل الاسمر عليه ثلوج عكار وأجفان لا يعرفها الكحل بل سود من الدخان وعلى خديها وشم أخضر صوره لغزال وافنان
لم اراها تمزح او تضحك الا أبتسامه لي مره واحده كل عام
ابتسامه يتيمه عند نجاحي
كنت احسبها سر نجاحي وزدت مع هديتها اعوادالريحان
وللاول مره أراهـــا تضحـــك
وضحكت معها الاحزان
قالت لابد انك ناجح ولكن يأبني عشقان واحمر وجهي خجلا منها وعدت ادراجي خجلان
ومنذ ان رحلت ذات الصدوع بقيت في الذاكره صورة الوجه المتكسر وخنصرها المعقوف مثل منقار الباز وثوبها الرمادي وبعض خيوط الكلف الاسود الذي اصبح باهت ًيحيط بصدرها
وجزمتها المطبوخه بشمس آب
وبقايا ثلج عكار
ذهبت وتركتها تشبر في ذكرى اعواد الريحان
فالموت لايلتبس عليه الامر في ايامنا الرتيبه فالموت والقتل والسبي والاغتصاب يجده في الشوارع ولجة السديم وعباب البحر والغابه
ففيه لايتكلمون ولا يصمتون وتثرثر عيونهم وافواههم مجمده ويبحرون في بحر من الموت
فهم ابــــدا لا يطلبون الافراح في زمن الاحتضار ولا يعرفون الاحساس بالنشوه والانتصار
اسير في طرقاتها وكانني على سطح القمر
قد اجد من يبحث عني
ما كثون
حتى كلابها تآلفت وآثرت الصمت على النباح والعواء
فكل من مات فيها شهيدا او قتيلا في أمل او كان اضحية لسحاب السماء
وتلك سبابة الجامع التي تلامس ضباب الفجر وتتوضىء بالشفق
هي حزينه وتبكي كل صباح قطره تخبئها تحت ريش حمامه حطت على اعتاب هلالها
والحيره التي تملاء باحة مدرستها وهي تنتظر السحاب الذ ي يمر من فوقها فلا هو غسل وجهها ولا ترك النور يملاء نوافذها
وهي مازالت تحتضن الطمأنينه وانزوت في ثنايا الخشوع تنتظر السحاب المركوم لترحل معه ولن تشتاق للسكون
هي دائما سمراء تكحلت بالصمت تقتبس من النجوم الهدوء اللامتناهي في السمو
وشوارعها الواسعه وجدرانها الغبراء ووجوه متباعده تخرج خلسه عبر الابواب وتعود للانطواء ولا تسمع الا همسا خلف الستائر الطينيه الظامئه
وضباب الفجر فيها لا يبلل تيزار السطوح
والشمس التي تغسلها بالنار والنور هي مثل قبلات الصقيع في كوانين
ففي كل عام تحزن اربعين يوما ولكن دون بكاء السماء
اطفالها كذلك تعلموا العزله وتوقفت العابهم وتحجرة عيونهم
ونسائها ما زلن يقضين عدة الترمل واطفائن النار تحت الصاج وفي التنور
وعند الطريق المعبد الذي يشطرها نصفين لا اجد الا عمر يقف على دكــــة حائط قديم توفي اصحابه منذ امد بعيد
يأتي من حارته ذات البيوت المتهدمه والراحلون منها لا يعودون ابدا ألا للدفن لأن القبور في مستوطناتهم بثمن القصور
اما ما تبقى منهم مازال ابناءهم يضرسون
ودعت عمر
اجول في الشوارع لعلي اسمع ثرثرة العجائز
عندما اقتربت من ذلك الجدار رايتها تجلس على عـتبة الزاويه الغربيه
لا ادري هي ام ذكراها
وضعت الابهام على المرفق وتشبر حتى الاصبع الوسطى
كل عام كنت اتي اليها بعد الامتحانات منذ الصف الاول وانا اقدم لها علبة البسكوت والراحه
تقول بأنك ناجح
كانت تنتظر قدومي وهديتي
تأكل وتخبىء ما تبقى في عبها وعينيها يسكنهما الخوف
ابــــــدا ما كانت عرافه
لم تقراء مثل المشعوذين او تكتب طلاسم
تشبر في حزن يديها بصدوع مثل صدوع الارض الخصب لم تشتم عبق الامطار وفي جبينها تاريخ من الالم
ورأسها كالجبل الاسمر عليه ثلوج عكار وأجفان لا يعرفها الكحل بل سود من الدخان وعلى خديها وشم أخضر صوره لغزال وافنان
لم اراها تمزح او تضحك الا أبتسامه لي مره واحده كل عام
ابتسامه يتيمه عند نجاحي
كنت احسبها سر نجاحي وزدت مع هديتها اعوادالريحان
وللاول مره أراهـــا تضحـــك
وضحكت معها الاحزان
قالت لابد انك ناجح ولكن يأبني عشقان واحمر وجهي خجلا منها وعدت ادراجي خجلان
ومنذ ان رحلت ذات الصدوع بقيت في الذاكره صورة الوجه المتكسر وخنصرها المعقوف مثل منقار الباز وثوبها الرمادي وبعض خيوط الكلف الاسود الذي اصبح باهت ًيحيط بصدرها
وجزمتها المطبوخه بشمس آب
وبقايا ثلج عكار
ذهبت وتركتها تشبر في ذكرى اعواد الريحان
فالموت لايلتبس عليه الامر في ايامنا الرتيبه فالموت والقتل والسبي والاغتصاب يجده في الشوارع ولجة السديم وعباب البحر والغابه
ففيه لايتكلمون ولا يصمتون وتثرثر عيونهم وافواههم مجمده ويبحرون في بحر من الموت
فهم ابــــدا لا يطلبون الافراح في زمن الاحتضار ولا يعرفون الاحساس بالنشوه والانتصار
اسير في طرقاتها وكانني على سطح القمر
قد اجد من يبحث عني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق