لم تكن الساعه مؤاتيه للأستماع والقراءه
فالرياح القادمه من خلف الجبال
تسبح على مناكبها طيور من السحاب الابيض
وهي تمر مسرعه نحو الشرق
تعبق برائحة المطر
وهنا الصيف
مازال يتوشح النار
مالذي جاء بها
ام هي تاهت في الريح حين غير الاتجاه
لما لا تحط فوق صدري
لتغسلني حنين
سأرويها بكاء
وهي تعود بالذكرى
ايام ايلول لم تحن بعد
فالأنواء ذاتها
ولكن ليس زمانها
والذكرى طيبت الاحساس
سريعة العوده
تجيء كحرجف وزفزف تقتلعني الى سحابها السابح في الفكر
فأنا اتهادى في مركبي على بحيرة من الصبر
ولكنها تقذفني كالحمم
ولا ادري اين اهوي
ماشائنك بي ايلول وهذا السحاب
مازالت الصقور تطعم صغارها في جبال كوراب وبيسترا
ومازلت اذكر آبائها في أزمنة العمر والوطن
فعندما جاءت مع السحاب
كنت الواقف على مفترق الرياح التي تحملها
هناك وعدت حبيبتي
ولكنني لم أفي
ربما الدروب حين تفرعت واندفعت في اودية الاغتراب
كنت ذاهب ً اجيء بشيء من السرور
وحيث اخاديد الحوى
قطفت باقات من الخزامى وقصيدتين موشحتين بالحنين
الآن ذبلت امام عيناي ودموعي لا تصلح للسقيا والتحنيط
والاوديه مملؤه بالهذيان ونقيع الدمع
فالحماده مازالت تعبق بالشيح
وغدرانها تنضح بالنجوم ويغتسل من مائها القمر
من يقتلع هذه الاشواك التي تسري بأوردتي
الآن تنبت من مسامات جلدي
وهي تتكاثر بأطراد تدفع بي الى العزله حيث سهوك الريح والبكاء
لقد فعلت الذكرى لتنثرني حبرا على الاوراق العتيقه
ومن ايقضها السحاب الابيض يسامرها قلبي
فلا هي تحطمت فوق صدري
ولا تركتني اسبر الاعماق غوصا في محيط الصبر الشمس
بقلم عقل العياش
/***************/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق