الأحد، 20 سبتمبر 2015

كنت ُ منهكا حين اتيت فالجليد جمد الانفاس واصابعي لم تعد مني وانا القي بنفسي في جحيم الحرف كنت ُ هاربا ً من بردوة التعاسه وانا لستُ الوحيد القاتل والمقتول اتردم في ذنوبي التي لم افعلها














تردم النداء في جحيم الحرف

كنت ُ منهكا حين اتيت

فالجليد جمد الانفاس

واصابعي لم تعد مني

وانا القي بنفسي في جحيم الحرف

كنت ُ هاربا ً من بردوة التعاسه

وانا لستُ الوحيد القاتل والمقتول

اتردم في ذنوبي التي لم افعلها

والاغلال تقمحني في ردهات الليل

واوراقي التي انهارت في الخريف الماضي

تلطمني وهي عارية مثل زواحف الصحراء

ونشيج وريدي توقف من السبع العجاف

وجلدي المتسوف ومعطفي المجلف

لا يستر الا الجانب الايسر من صدري

فأصابع الايام تتجسس على البقايا من اليافه الورديه

وسربال عيوني

دروعها لا ترد سهام الشفقه

فلم يعد قلبي صالحا ً للحب ولا عيوني للبكاء

واقلامي التي حطمتها ليلة الامس

اعيد جبر كسورها

وانفخ في بقايا حبرها المتجمد

عندما مرت الاوتار بنصير شمه

زلزلت اشيائي الحزينه

وجئت بدفتري الذي اودعته كانون

لم يشتعل لانني لا املك اعواد الثقاب

كانت الكتب توهمني بالدفىء

مثل رسائل الغائبين

والدروب التي حملتها

ضيعت الطوابع والعناوين

لكنها لا تتوه عن جادتي

ربما تدفعني في المسير خلفهم

ولكن متى هم ومتى يكونون

وهي تهمس لي

توشي بهم

انهم نذروك اضحيه لتكتب لهم

فأن لم ابكي

اشعلو لك الاثير فتحترق قرابين للسماء

وهنا لا يواسيني الليل

فهو مشغول في ترتيب النجوم

وقلمي الذي حطمته

تكشفت اضلاعه

وما تبقى من حبره المتجمد

يطلبني صمغ ً وراتنج ً

ودمي تمتصه الاوراق الضامئه فلا يصلح ُ للنزيف

والآن

عرفت انني الأشنه بدون جذور

فخروجي من كهفي الرطب والله حرم الانتحار

كنت ُ المغفل بأن لي ذاك الجذع من السنديان

الممتد في الارض كأوتاد الجبال

واغصاني تصافح السحاب وملجىء لتغاريد الطيور

وللصحراء طلحة وزهرة من صبار

وانت ِ ايتها الزنبقه تتهادين في بحيرة الاتقياء

يحف ُ ضفافك البنفسج ومن وراءه السوسن

واثوابك القرنفل ووشاحك النسرين

وهالفيتى ورودها كحل لعينيك ِ الناعستين

وشقائق القلب في رقتها تذكرني بدوحة شفتيك

وهنا عندما انتثرت روحي حروفا ً

كقطرات حين انسحب الضباب

كنت استريح من الالم

والآن ايتها الزنبقه

حلت مواسم الحصاد

وسنابلي حطمها البرد بعد ان غير فصوله الاربعه

وهذه الاعواد الخاويه هشيم للنار

والثلج لم يذوب من ناصيتي

ولم استطع تدمير الدمار

فأسراري لا يكترث لها العابرون انهار القطيعه

والآبقون كآجفاني العاصيه

جئت ُ اودع

كآخر الحبر والدمع والنبض ونهايات المسار

وآخر الآكف المرفوعة بالدعاء

وعندما تذروني الرياح في الاوديه السحيقه

مري على المتردم في الجروح واشعلي النار














بقلم عقل العياش







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق